القائمة الرئيسية

الصفحات

مفهوم الإكتئاب أنواعه وأسباب و كيفية التخلص منه

مفهوم الإكتئاب : أنواعه، أسبابه، أعراضه، وكيفية التخلص منه.


             الكثير يتساءل عن سبب الكسل و الإكتئاب المفاجأين، حيث تتولد لدى الشخص رغبة في البقاء بمفرده لساعات طويلة و الإنعزال عن العالم الخارجي تماما ؛ و يترك جميع مهامه و واجباته جانبا ليسافر في رحلة من التفكير و غالبا ما تجده يفضل العتمة، إن كنت أحد المتسائلين عن هذا الأمر فهذا المقال يهمك لا محالة.

في هذا الموضوع سنتعرف على عدة نقاط من بينها:

  • مفهوم الإكتئاب وأنواعه 
  • أعراض الإكتئاب
  • أسباب الإكتئاب
  • كيفية التخلص من الإكتئاب 

1- مفهوم الإكتئاب وأنواعه

        يعرف الإكتئاب من منظور علم النفس و بالضبط من منظور عالم النفس، مارتن سليجمان : الإكتئاب كما جاء به في أطروحته الأساسية حول التفاءل المكتسب هو اضطراب في "الأنا" التي فشلت بنظرك في تحقيق أهدافك، لكن هذا التعريف لا يبدو كافيا للحد الذي يجعلنا نتوقف عند حدوده فقط. 

         صدر عن الجمعية الأمريكية للطب النفسيDSM-IV في دليلها الشخصي و الإحصائي، أن الإكتئاب هو مزاج حزين يسوده الغم بشكل غير طبيعي، و يتميز بقلة أو انعدام الإهتمام و البهجة في النشاطات اليومية بشكل مفرط، و هذا يختلف في الحالات العادية للمريض، أي أن هذا لا يحدث أبدا عند المريض غير المكتئب، و لا تتوقف مفاهيم الإكتئاب عند هذا الحد فقد تطرقت الفلسفة أيضا إلى هذا المفهوم حيث ناقشت الفلسفة الوجودية بما يسمى: "الإكتئاب الوجودي" باعتباره صنف أو نوع من أنواع الإكتئاب و هو شعور باليأس و الإحباط و انعدام الرغبة في استمرارية الحياة و فقدن الشغف بالأشياء التب كان اهتمامنا بها كبيرا في فترة ما، هذا النوع من الإكتئاب يجعل الحياة في نظر الشخص تافهة و مظلمة لا تستحق الكفاح و لا المواصلة فيها، حيث أن الشخص المصاب بهذا النوع من الإكتئاب يفقد قدرته على الإستمتاع و ممارسة أنشطته اليومية و تصبح لديه رغبة كبيرة في الإبتعاد عن كل شيء؛ و ربما يصل به الأمر إلى محاولات انتحار ظنا منه أن هذا هو الحل الأمثل للتخلص من الضغوط النفسية التي باتت تلاحقه.

                 جُلّ الأشخاص الذين يعانون من هذا المرض أو هذا النوع من الإكتئاب يشعرون أن لا شيء يرضيهم؛ و يبحثون بشكل مستمر عن معنى أفعالم و حركاتهم و قراراتهم باختصار يبحثون عن معنى كل ما يقومون به، هؤلاء الأشخاص يشعرون في غالب الأحيان بالضياع و قلة الإهتمام حيث أنهم يلاحظون و يدققون في أبسط ردات فعل الطرف الآخر اتجاه ما يقومون به، و أكثر الأشخاص عرضة لهذا الصنف من الإكتئاب هم الأشخاص المبدعين ذوي المواهب؛ الذين يتعمقون في التفكير في كل ما هو موجود و يسعون لفهم معنى الحياة و معنى كل ما يحيط بهم حيث أنهم لا يقبلون تفسيرات بسيطة بل دائما يتجهون نحو الأعمق.

            كما يعد الإضطراب الإكتئابي المستمر أحد أنواع الإكتئاب كذلك؛حيث أن المصاب به يستطيع التخلص من أعراض الإكتئاب و مواصلة الحياة بشكل طبيعي لكن لفترة قصيرة لا تتجاوز الشهر أو الشهرين على أكثر تقدير، ويصنف هذا النوع من الإكتئاب كمرض اكتئاب مزمن نظرا لاستمراره أكثر من سنتين متتاليتين، حيث أن الشخص المصاب به تظهر عليه أعراض الإكتئاب بشكل مفرط إلى حد ما ؛ هذه الأعراض هي التي سيتم ذكرها في الفقرة المقبلة بإذن الله، لكن قبل التطرق لهذه النقطة سنذهب سويا في رحلة قصيرة لنتعرف عن نوع آخر من أنواع الإكتئاب الذي ربما لم تقرأوا أو تسمعوا عنه من قبل.

الإكتئاب الموسمي هو نوع خاص من أنواع الإكتئاب؛ حيث أن هذا الصنف من الإكتئاب يرتبط بشكل خاص بالتغيرات الموسمية(أي الفصول)، فمثلا إن كنت شخص يعاني من الإضطراب الإجتماعي فستصاب بالإكتئاب في بداية فصل الخريف و لن تنتهي منه حتى أواخر فصل الشتاء حيث تكون طاقتك الإستيعابية و جانبك الإيجابي قد استُهلِكا تماما، إذ أنه في غالب الأحيان يشعر الشخص بتقلبات مزاجية و اضطرابات نفسية عندما تصبح الفترة النهاية قصيرة و الفترة الليلية في اليوم طويلة مما يجعل ظهور الشمس قليل جدا حيث أن الشخص لا يستمتع بضوء النهار كثيرا؛ مما جعل العلماء و الباحثين يربطون هذا النوع من الإكتئاب بقلة تعرض الشخص لأشعة الشمس باعتبارها تؤثر بشكل كبير في الساعة البيولوجية الداخلية اللإنسان حي تنظم نومه و ساعات اليقظة لديه، و بعض الهرمونات كالسيروتونين و الميلاتونين؛ و لذلك تكون فرصة الإصابة ب"الإكتئاب الموسمي" قليلة جدا في بداية فصل الربيع حتى أواخر فصل الصيف مقارنة بفصل الشتاء الذي يزيد من نسبة إصابة الأشخاص بهذا النوع من الإكتئاب لأنه بطبع الحال خلال فصل الربيع حتى فصل الصيف يتعرض الإنسان كثيرا لأشعة الشمس نظرا لطو ساعات النهار.

على الأكيد أن الإكتئاب لا يقتصر على هذه الأنواع فقط ، فالإكتئاب مرض نفسي خطير أكثر مما نظن فهو يلعب على مستوى نفسية الشخص و يصل في بعض الأحيان أو إذا صح التعبير في الكثير من الأحيان إلى الإنتحار، فما هي أعراض هذا المرض و أسبابه و كيف يمكن التخلص أو العلاج منه؟، هذا ما سنتطرق له في فقراتنا الآتية.

2- أعراض الإكتئاب

الإكتئاب هو مرض نفسي يزور الشخص بين حين و آخر و هناك من يسكن بداخله مدى الحياة وأعراضه عدة. 

الإضطراب الإكتئابي المستمر الذي سبق و تطرقنا له، و بالطبع له العديد من الآثار و الأعراض التي تظهر عل الشخص مسبقا بنسبة متفاوتة من شخص لآخر و على حسب نوع الإكتئاب الذي أصابه؛ لكن في العموم تشترك جميع أنواع الإكتئاب سواء التي تم التطرق لها داخل هذا المقال أو التي لم نتطرق لها، وتتخلص أعراضه فيما يلي

  • فقدان الإهتمام بالأشياء المحيطة بنا وبكل ما كان يخلق لنا متعة و نشعر بشغف تجاهه.
  • الشعور بالحزن و القلق طوال الوقت بالإضافة إلى الشعور بالملل بالرغم من تواجد العديد من المهام للقيام بها.
  • فقدان القدرة أو الرغبة في القيام بالواجبات و المسؤوليات الخاصة بنا.
  • فقدان الشهية أو الإفراط في الأكل بشكل غير طبيعي.
  • الإصابة بالأرق أي عدم القدرة على النوم أو الإفراط في النوم بشكل مبالغ فيه.
  • الشعور بنوبة غضب و التعبير عنها في سلوكات عنيفة تجاه الغير.
  • التفكير المفرط في أبسط الأمور و تذكر جميع حالات فشلك الماضية بالإضافة إلى أفكار مستمرة في كل ما هو سلبي و التي تصل في غالب الأحيان إلى فكرة الإنتحار.

3 - أسباب الإكتئاب

لا توجد أسباب محددة للإكتئاب و لا تنحصر في سبب أو آخر فقد يكون الإكتئاب نتيجة تغير مفاجئ في الهرمونات أو نتيجة خلل في الساعة البيولوجية الداخلية للإنسان؛ كما سبق و تطرقنا لهذه الأخيرة في حديثنا عن الإكتئاب الموسمي فإن عدم تعرض الشخص لأشعة الشمس بقدر كاف قد يكون أحد أسباب الإصابة بالإكتئاب، و قد ينتج الإكتئاب كذلك إثر صدمة أو حادثة مفاجأة لم تكن ضمن التوقعات.

4 - كيفية التخلص من الإكتئاب

        في حديثنا عن الإكتئاب و كيفية التخلص منه سأتطرق لكيفية التخلص من الإكتئاب الموسمي على وجه الخصوص،حيث أن العلماء منذ الثمانينات وجدوا أن تعريض الشخص المصاب بهذا النوع من الإكتئاب لأشعة ضوء اصطناعي لمدة 30 إلى45 دقيقة كل صباح ؛ حيث يتم تعويض الضوء الطبيعي الذي يصدر من أشعة الشمس و الذي يكون قليل في فترة الخريف و الشتاء و هكذا فالدماغ لا يلاحظ أنه في فترة تتغير فيها المواسم(الفصول) فيعمل بشكل طبيعي كما في العادة و لا تتأثر الساعة البيولوجية للإنسان إذ يتدمر بشكل كلي كل الميلاتونين الزائد، و يعتبر هذا العلاج من أفضل الطرق الذي تم استخدامها و خو فعال بنسبة 70%.


تعليقات