مفهوم الصداقة، أنواعها وأقسامها
كثيرون هم من يتساءلون عن معنى الصداقة الحقيقية في زمن كثرت فيه علاقات صداقة مزيفة و أخرى مبنية على مصالح شخصية ، إن كنت ممن يؤمنون بوجود علاقات صداقة حقيقة فهذا المقال كُتِبَ خصيصا لك..
- ما هي الصداقة أولا و أي نوع من العلاقات هي؟
- و ما معنى صداقة حقيقة و صداقة مزيفة؟
- و هل فعلا توجد علاقات صداقة حقيقية تماما؟؟
- أم أنها مجرد وهم نتفق عليه بيننا ثم نعيشه؟.
الكثير من التساؤلات التي قد يراها البعض بسيطة لكنها ليست كذلك بتاتا،
1- مفهوم الصداقة من منظورها الخاص.
الصداقة هي ذلك الرابط الذي يجمع بين شخصين أو أكثر، و من منظور أفلاطون فهي تلك العلاقة التي تربط الأنا بالغير و تجعله منفتحا على
مجال خارج إطار الأنا.
مجال خارج إطار الأنا.
2- أقسام الصداقة
من زاوية الفلسفة و تحديدا من زاوية الفيلسوف أرسطو فإن علاقات الصداقة تنقسم إلى ثلاثة أقسام تتلخص في ما يأتي:
- الصداقة المبنية على أساس المنفعة :
و هي تطابق تماما صداقة المصلحة؛ بحيث أن الأشخاص اللذين تجمعهم هكذا علاقة لا يكون مبتغاهم من صداقتهم سوى الإستفادة من بعضهم البعض، و لا يبحث الطرف فيها سوى عن ما يفيده أو ما يعود عليه بالربح ؛ أي أن حالما تنتهي المنفعة أو تنتهي مصلحة أحد الأطراف تنتهي علاقة الصداقة كأنها لم تكن يوما ، و هذه أسوء أنواع العلاقات بصفة عامة و أسوء علاقة صداقة بصفة خاصة.- الصداقة من أجل المتعة :
هذا النوع من الصداقات تكون غايته الرئيسية هو الشعور بالبهجة و السرور؛ حيث أن الطرف في هذ العلاقة يبحث فقط عن كل ما هو جيد و إيجابي و ما يجعله يبدأ يومه بروح و نفس جديد ، و غالبا ما يكون انسجام و توافق كبير بين أطراف هذه العلاقة ؛ حيث أن خلق أجواء جميلة تدعي للفرح و البهجة هو كل ما يهتم به كلا الطرفان.- الصداقة من أجل الفضيلة :
و هذه أسمى علاقات الصداقة حيث أشار أرسطو إلى أن هذا النوع من الصداقة يجمع صداقة المنفعة و و المتعة على حد سواء بحيث تجد أطراف هذه العلاقة يستفيدون من خبرات بعضهم البعض و يحبون الخير لبعضهم البعض في الوقت نفسه ؛ أي أن كل طرف يسعى جاهدا لتحقيق مصالح الآخؤ و هكذا يستفيد الجميع على حد سواء. أن تنشئ علاقة صداقة ناجحة فهذا لا يتطلب الكثير سوى أن تكون شخصا صادقا مع نفسك ؛ فمتى ما كنت صادقا مع نفسك تكن صادقا مع غيرك ، و لا تستحق الصداقة أن تسمى صداقة إن كانت مبنية على منفعة أو مصلحة شخصية فالصداقة الحقيقية التي يبحث عنها الجميع لا تتحقق إلا إذا وُجِد الصدق و الإكتفاء فمن لم يكتفي بنفسه ليحقق ما يسعى إليه و يبحث عن مصالحه في أشخاص آخرلا يمكنه أبدا أن يكون صديقا حقيقيا.
و بينما يبحث البعض عن الصداقة الحقيقية هناك من لا يؤمن بها، فبعض الناس أصبح لهم تخوف كبير في بناء علاقة صداقة من شدة خيباتهم التي تعرضوا لها من قبل ؛ فكثرة الخذلان و الخيبات تولد عدم الثقة و الإطمئنان لدى الشخص و يصبح من الصعب جدا إقناعه أنه لا زالت هناك علاقات صداقة جيدة ، و هذا طبعا لا يعني أنه لا وجود للصداقة الحقيقة فهناك من تجمعهم علاقة صداقة فاضلة استمرت لعدة سنوات ، و هناك من ضَحّى بأعز ما لديه مقابل سعادة صديقه ، و هناك من يؤثر صديقه دائما على نفسه...هناك من أثبتوا فعلا أن الصداقة الحقيقية موجودة ، و بالمقابل هناك من أثبتوا أن علاقات الصداقة لا تبنى بشكل عشوائي إنما هي اختيار يتم وفق قوانين فليس من السهل أبدا أن تجد صديقا حقيقيا بالصدفة.
3- الأصدقاء ثلاث أنواع
و طبقا لما قاله بعض علماء النفس فإن الشخص لا بد أن يمر في حياته على ثلاثة أنواع من الأصدقاء في علاقات صداقته ، هؤلاء الأصدقاء بالضبط يجب أن تحرصوا على أن يكونوا في حياتكم ، و هم كالتالي:
- صديق تتحدث إليه :
هذا النوع من الأصدقاء هو من تجد معه كامل حريتك و تحكي له عن ما يؤلمك و يقلق راحتك دون أن تتردد أو تفكر في كلماتك ، تذهب إليه في جميع حالاتك سواء أ كنت في مزاج جيد أم سيء ، و كلما احترت في أمر ما أو راودك الشك اتجاه قرار معين تفصح له دون شك أنه سيردك ؛ هذا النوع من الأصدقاء يسعى لأن يجعلك نسخة أفضل منه و قد يستعمل أحيانا بعض الشدة و الحزم ليرشدك إلى الطريق الصحيح.
- صديق يمكنك الإعتماد عليه في كل شيئ:
قد يكون أفضل ما في الأصدقاء المقربين هو شعور أنهم جزء من أفراد أسرتك و يمكنك الإعتماد عليهم في مختلف أمور حياتك ، فصديق من هذا النوع يجعلك تشعر بالإطمئنان أنه يوجد شخص واحد على الأقل يمكنه أن يساعدك في بعض من مهامك و لو كان هذا الصديق يهتم بنفس اهتماماتك و توجهاتك سيكون أفضل بنسبة 90% لك ؛ و لأن الصداقة هي علاقة تجمع شخصين فمن الجميل أن تكون نفس الشخص بالنسبة لصديقك ؛ و توفر له الإطمئنان الذي يحتاجه و العون كلما رأيته بحاجة لذلك؛هذا يجعلك أنت كذلك سعيدا فحين تساعد شخصا آخر يبعث في نفسك الهدوء و الراحة.
- صديق تقضي معه وقتا ممتعا :
هذا الصديق يكون بالنسبة لك بمثابة عالم آخر مختلف تماما عن العالم الذي نعيش فيه ؛ فهو الصديق الذي يضحكك و يرسم الإبتسامة على وجهك كلما رآك حزينا و هو نفسه الذي ذلك الصديق الذي شارك معك أفضل لحظاتك و فترات حياتك ، إنه بمثابة عالم مختلف تماما عالم بعنوان"السعادة" ؛ فهذا النوع من الأصدقاء هو من تشعر معه بالراحة المطلقة حيث أنك حين تكون بصحبته لا يجعلك تفكر في شيء آخر سوى أن تتمنى أن لا ينقضي الوقت الذي أنتما فيه معا ، و يقول علماء النفس أنه من الجيد أن تمتلك على الأقل صديقا واحدا تقضي معه وقتا ممتعا فهو يجعلك تعيش لحظاتك بحرية و راحة كبيرين.
أتمنى أن تكون قد تعرفت عن الصداقة بشكل عام، وأن تكون قد تعرفت على بعض النقاط المهمة التي قد تكون تبحث عنها، وأن تكون كذلك قد وجدت جوابا لأسئلتك..
تعليقات
إرسال تعليق